هذيان روحي

في خيالي نهر



له سحر غريب ونقاء غريب



ماؤه أندى من المطر وأشف من الندى الشفيف



أطالع السماء المحه هناك لوهلة ويختفي وأبقى في أشتياق



بعيدا يجري هناك



بين أحضان الشفق أو بين مسارات النجوم وعلى تجاعيد السحاب



أو بين أخاديد القمر



ترقد في قراره تواريخ السنين العابرات



تطفو على سطحه أوجاع ومسرات من خزين الذكريات



ألمحها رسوما راسيات



كل شيء ترتجيه يحتويه زنابق حدائق من نور



زورارق سفائن من نور



وكلما أشتد الظلام ووحشته أحن اليه ولبهجته


كلما أشعر بالأنكسار


يزداد أشتياقي اليه شغفا الى



تلك الضفاف



وبأجنحة نسجتها من خيط أحلامي



حملتُ روحي الى السماء لعلني أراه



طفتُ في الفضاء



بين الكواكب والنجوم فوق السحاب



نسائم عليلة وشذى عطر


ولجت أنفاسي



تداعب الوجدان والضمير



فما شعرت إلا وروحي تحوم على تلك الضفاف



صمت وهدوء وسكون غريب



لاهدير موج ولا صرير رياح



لاطيور ولا زققة عصافير



لاعشب حولي لاعشب فيه



ولا ظل نخل



لاحدائق لاقصور ولا بشر



من فوقه نور ومن حوله نور



تلامس أطيافها روحي



يغسل أحزانها وهمومها ويعلل جراحاتها




وأوجاع الضمير

وغمامات اليأس تتبدد هناك
تتلاشى وتزول




حينها أغفو على وسادة الأمل



ومن تلك الضفاف

أثبت لها حبي